يجلس على عتبة البيت العتيقة معانقا ركبتيه ويطل بعينين مستكشفتين كمن يكمن خلف صخرة يرقب الغادي والرائح، يمارس هواية أصبحت الأكثر إمتاعا منذ ذلك اليوم البائس الذي حوله إلى نصف إنسان لا يدرك معنى الوقوف والنهوض.. على الأقل عمليا، فأصبحت هواية الإبحار في عيون الناس هي ملاذه بينما يقضي يومه على تلك العتبة حتى كاد سكان حارته القديمة يظنونها جزءا من جسمه النحيل.
"علي" .. ذلك الفتى المقدسي، سبعة عشر ربيعا مضى من حياته، جسم نحيل، ووجه أبي تتورد على خديه بقعتان حمراوين عند التعرض لموقف محرج، شعره أسود منسدل على عينيه، يستعين به عند سطوع شمس الصيف لتظليل عينيه.
تضحك عيناه وهو يمارس هوايته عند النظر إلى عيون المقدسيين الطيبين مثله، لكن سرعان ما تتقطب حاجباه وتقدح عيناه شررا عندما تتقابل عيناه بعيون غريبة تدور كراتها السود في محاجرها كعيني سارق يرتقب مغادرة الشرطي ليتمكن من الهرب بما سرقه، تلك العيون هي ذاتها العيون التي قابلها بتحد عندما صوب ذلك الضابط المدجج بالحقد بندقيته باتجاه رأسه وهو ملقى في باحة الأقصى وسرعان ما حول تصويبه لتنطلق كتل نارية على قدميه، وذلك المدجج يطلق ضحكات منتصر ... وبكل برود نظر إليه نظرة أخيرة واستدار وغادر وهو يتابع ضحكاته ..
نعم، منذ ذلك الوقت أدرك "علي" أن للكراهية والحقد لونا قاتما، أدرك أن هنالك أجسادا بشرية لكنها تحوي بين جنبيها وحوشا ضارية، ولكن الوحوش لا تستمتع بتعذيب ضحيتها، أما هؤلاء المدججون فيجدون في أنات الثكالى وصراخ الأطفال بين الركام نغمات موسيقية يطربون لها.
يجيئون ويروحون في أزقة المدينة القديمة وحاراتها، يضربون هذا ويعتقلون هذا، ويبتزون صاحب هذا المتجر أو ذاك، وفجأة توقف أحدهم، وكثور هائم اقترب منه، نظر إليه وابتسامة لا لون لها قد علت وجهه..
- "شو يا خبيب أمك"، لماذا تنظر إلي بهذه الطريقة؟ ألا يعجبك شكلي؟
لم يرد عليه، بل تابع هوايته وهي في قمة تشويقها..
- هيه أيها العربي المعوّق، أنا أتكلم معك، لماذا تنظر إلي هكذا؟
- لاحول ولا قوة إلا بالله ، "يا صبّاح يا عليم يا رزاق يا كريم"!
- إذن فشكلي لا يعجبك؟
أيضا لم يجبه "علي".
- أيها المعوق، هل تحب أن تفقد هاتين العينين الجميلتين حتى لا تنظر لأحد بهذه الطريقة المتعجرفة؟ أم أنك تود لو أطلقت الرصاص على قدميك الضعيفتين، عسى أن تقف عليهما مرة أخرى .. ألأ تقولون إن ربكم على كل شيء قدير؟ أجب.. إذن فلنجرب، ما رأيك؟
أدنى "الضابط" المدجج فوهة المسدس من عيني "علي" وهو يبتسم بخبث منقطع النظير، لم ترمش عيناه المحدقة بذلك الوجه الغليظ، وكأنه يقوم بعملية نسخ واستكشاف لملامحه، أطلت دمعتان من عينيه من شدة التركيز، حاول "علي" عدم الإفراج عنهما، إلا أن نسمة خفيفة كانت كفيلة بانتزاعهما.
- هل تبكي أيها العربي؟ أتخاف على عينيك من الرصاص؟ هل تريد أن ترى بعينيك؟ أتحب مشاهد مطاردتنا لأصدقائك الصغار؟ هل تريد أن ترى كيف يتهاوون أمام رصاصنا؟ حسنا سأترك لك عينيك، لأني قلبي طيب، لكني أعدك بأن أقتل غيرك اليوم..
انفجر المدججون بالضحك، واستداروا وتابعوا طريقهم.
أما "علي" فمسح دمعتيه الصغيرتين بطرف أصبعه، ونظر إلى آثار دمعته على أصبعه، وتمتم بكلمات، وأدار رأسه باتجاه باب البيت ونادى:
- أمي.. يا أمي..
- ماذا تريد يا روح أمك؟
عجوز وقور، ملاءة بيضاء غطت رأسها، أطلت من الباب ومسحت على رأسه بلطف.
- أريد أن تساعديني بالدخول إلى غرفتي..
- هل تعبت يا بني؟ أم أنك تريد الصلاة؟ الوقت لا زال مبكرا ووقت الصلاة لم يدخل بعد، هل أزعجك أحد يا حبيب أمك؟ من الذي أزعجك يا بني؟
- ومن غيرهم يزعج في هذه المدينة يا أمي؟ بل وفي الأرض كلها؟
- حسبنا الله ونعم الوكيل يا بني، لعنهم الله، ألا يكفي ما فعلوه بك في انتفاضة الحرم؟ دعك منهم يا بني.
- أدخليني يا أمي.
- حسنا يا روح أمك.
يدخل غرفته، ويغلق الباب دون أن يلتفت، ويرخي حبل تفكيره لما حدث معه.
- هل ما حدث هو جزء من ضريبة الهزيمة التي لم يكن لنا فيها ناقة ولا بعير؟ هل أمثل بعجزي هذا أمة بأكملها عجزت عن رد الصفعات الموجهة إليها؟ وإن تجرأت وفعلت، قامت عليها الدنيا ولم تقعد؟ هل سأبقى وستبقى أمتي عاجزة إلى أبد الآبدين؟ هل من العدل أن يتسلط علينا أمثال هؤلاء يتحكمون بنا كيفما شاءوا، لماذا أتعب نفسي في قراءة تاريخنا؟ ما فائدة ما أقرأ؟
فجأة قطعت تساؤلاته طرقات لطيفة على باب غرفته سرعان ما أدرك لمن تكون، إنها "فاطمة" ابنة عمّه، من شاركه أحلامه وآلامه منذ أن حدث ما حدث، بل من قبل أن يحدث، كانوا يقولون دائما: "علي لفاطمة وفاطمة لعلي"، ولم يدر في خلدهم يوما أن يصبح علي لفاطمة فقط بعد أن أضحى والكرسي المتحرك رفيقين لا يفترقان إلا عند النوم.
- هل من الممكن أن أدخل؟
- "بعد مسح وجهه بكفيه"، بالتأكيد، إلا إذا لم تأتني بالهريسة التي أحبها، فلا تدخلي، وأطلق ضحكته وراء الجملة الأخيرة..
تفتح الباب بلطف وتطل برأسها وبين يديها طبق الهريسة الذي عودته عليه.
- وهل، أقدر على عدم إحضار الهريسة؟ ها هي الهريسة يا سيدي، ولكن لن تذوق منها شيئاً قبل أن تحدثني لماذا كنت منزعجا؟
- عن أي شيء تتحدثين؟
- لا تخفي شيئا عني يا علي، زوجة عمي أخبرتني بما حدث، بماذا أزعجك هؤلاء القردة هذه المرة؟
- "يطلق تنهيدة" .. الجبناء، عيّروني بعجزي وإعاقتي، وددت لو تمكنت من الرد عليهم، تبّا لهذا الكرسي الذي كدت ألتصق به، ماذا أفعل يا "فاطمة" لم أعد أحتمل إهاناتهم، لم أعد أطيق رؤيتهم يروحون ويجيئون أمام ناظري دون أن أفعل شيئا، جارنا الحاج ياسين، في الثمانين من عمره، قتله المستوطنون بحمايتهم، محمد ابن جارنا عبد العزيز لم يبلغ السنة، قتله أحد جنودهم وهو في حضن أمه، إلى متى يا فاطمة؟ ماذا أفعل بالله عليكِ؟
- "تنظر في عينيه وكأن الشرر ينقدح منهما، وعندما يرفع عينيه في وجهها، تجول بناظريها في اتجاه آخر"، لا أدري ماذا أقول لك؟ لست الوحيد الذي يشعر بما تشعر، الكل يود لو تبتلعهم الأرض في لحظة، فكّرت أكثر من مرّة في أن أوجه طعنات لأحدهم انتقاما لما حدث في الحرم، وما حدث في جنين وما يحدث في غزة.. لكن كنت أتراجع في اللحظات الأخيرة، ليس جبنا، لكن كنت أعلم أن طعن أحدهم لن يشفي غليلي، وغليل الأرامل والثكالى، أود لو أتمكن من تفجير نفسي كما فعلن الكثيرات من قبلي، اصبر يا "علي" ولا تبتئس، لم تكن الإعاقة يوما حجر عثرة أمام تحقيق الأحلام، ومن يدري؟! لعلك تحقق بكرسيك المتحرك هذا ما عجز عنه الأصحاء بأقدامهم السليمة.
يسود الصمت المكان، وبينما "فاطمة" تنظر في طبق الهريسة بين يديها، يطيل علي النظر نحو مآذن الحرم الشامخة علّه يقتبس من شموخها نورا، ويتبدد الصمت بارتفاع صوت المؤذن مناديا لصلاة الظهر، عندها يشرق وجه "علي" بابتسامة عريضة ترتسم على وجهه مع ارتفاع كل أذان. يلتفت إلى "فاطمة" فتشاركه ابتسامته، وتشاركه طبق الهريسة أيضا.
في اليوم التالي، وبعد صلاة الفجر، لا يخلد "علي" لقيلولته، بل يبقى مستيقظا على غير عادته، وقد بدت ملامح من ينتظر زائرا واضحة على وجهه.
- هل أجهز لك الشاي يا بني؟ تخاطبه أمه التي لاحظت ملامح الانتظار على وجه فتاها.
- لا يا أمي، ليس الآن، عندما يحضر صديقي يحيى.
- يحيى؟ ألم يكن مطاردا قبل أشهر؟
- نعم ومازال.
- آه يا بني، كم أسرّ عندما أرى صديقك يحيى، أستبشر الخير في وجهه دائما، لقد اشتقت لرؤيته.
- نعم يا أمي، كلامك صحيح، وأنا دائما أستبشسر الخير في وجهه.
طرقات ثلاث على الباب، جعلت "علي" يطلب من والدته أن تفتح الباب.
- إنه "يحيى" يا أمي، أعرفه من طرقاته.
- كيف الحال يا أمي؟
- الحمد لله يا ميمتي، بخير ما دمت والشباب بخير.
- دعواتك يا أمي، نحتاج لدعواتكم دائما، هل "علي" مستيقظ؟
- نعم، يا ميمتي، إنه بانتظارك، ادخل ريثما أجهز لكما الشاي.
- "بعد عناق طويل"، كيف الحال يا أخي؟ يعلم الله كم اشتقت لك يا أخي، لكنك تعرف الظروف.
- وأنا كذلك يا "يحيى"، كنت أنتظرك بفارغ الصبر، ها .. أخبرني هل جهزت ما طلبت منك؟
- أخي "علي"، فكّر جيدا وتريث، الجهاد مرفوع عنك، لا تغضب مني أرجوك ولكني أشفق عليك وعلى أمك.
- سبق وأن تناقشنا في آخر مرة حول هذا الموضوع، وتعلم أني لن أغير رأيي أبدا، إلا إذا أردت أن تستأثر بالخير لوحدك.
- معاذ الله يا أخي، والله إني أحبها لك كما أحبها لنفسي، ولكن..
- لا تقل شيئا يا أخي، لقد اتخذت قراري، ليعلم هؤلاء أننا شعب لا يعرف العجز والاستسلام.
- كما تريد يا أخي.
- إذن متى الموعد؟
- يوم الاثنين القادم بعد الفجر.
- وماذا عن اللعين "آرئيل"؟
- هو ومجموعة من الضباط سيكونون هناك، راقبنا المكان جيدا.
- حسنا.. على بركة الله.
تدخل أم علي الغرفة وترقب أجواء الفرح التي سيطرت عليهما، إلا أن شيئا خفيا يطرق قلبها، يخرج عبرات دافئة من عينيها تسارع في إخفائهما.
- "الله يديم المحبة يا ميمتي"...تفضلوا أحلى كوبين من الشاي لأحلى صديقين في القدس.
- سلمت يمناك يا أمي، عسى أن نشربها سويا في الجنة بإذن الله.
يغادر "يحيى"، بعد عناق طويل أخفيا فيه دموعهما حتى لا تنتبه "أم علي"، ولم يعلما أن قلب الأم يعلم.
في المساء أطال "علي" السهر مع أمه كأنها الليلة الأخيرة.
- ألا تريد أن تخلد إلى النوم يا بني؟
- هل مللتي من مسامرتي يا أمي، أم أنك أنت من يريد النوم يا أم علي؟
- لا يا بني، ولكن أشعر بأن لقاءك مع يحيى ترك شيئا في نفسك، هل قال لك شيئا يضايقك يا بني؟
- بالعكس يا أمي .. أقصد لا تخافي يا أمي، لقائي به سرّني كثيرا.
يوم الاثنين فجرا، عبق المدينة القديمة المقدس يملأ الأجواء، ورائحة زهر شجرة الليمون التي زرعها أبو علي في حوش البيت تعطر المكان، يطرق أحدهم الباب بينما "علي" يصلي ركعتين.
- السلام عليك ورحمة الله يا خالتي.
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تفضل يا بني، ماذا تريد ؟
- أنا "مهند"، يا خالتي، أريد أن أرافق عليا إلى الأقصى.. هناك درس أسبوعي أخبرني علي أنه يريد أن يحضره.
ويأتي صوت "علي" من الداخل، تفضل يا مهند، ريثما أجهز نفسي.
- تفضل يا بني.
- تخاطبه وهي تجلسه على الكرسي، درس ماذا يا بني الذي تريد أن تذهب لحضوره ساعة الفجر؟
- عندما أعود سأخبرك عنه يا أمي، أهم شيء أن لا تنسيني من الدعاء.
- الله يرضى عليك يا أمي.
- هيا يا مهند..
- هيا..
- أوصيك به يا مهند خيرا، لا تتركه لوحده.
- "والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين" ياخالتي.
- ونعم بالله.
تقف في الباب تراقبه وهو يبتعد، ويختفي في عتمة الفجر التي لم تنقشع بعد، تهاجمها خواطر سوداء، سرعان ما تطردها باستغفار ودعاء: "الله يحميكم ياميمتي".
- أوصيك بأمي خيرا يا مهند.
- لا تلق بالا يا أخي، أمك أمنا جميعا.
- بوركت يا أخي.
- حسنا يا "علي" بعد هذه النقطة لا أستطيع أن أتقدم أكثر.. يجب أن تكمل الطريق لوحدك.
- نعم يا أخي، أعلم هذا، أسأل الله العون والتوفيق.
- آمين.
- لقاؤنا في الجنة بإذن الله..
- بإذن الله.
يرتفع بنصف قامته، ويتقدم بكرسيه نحو مركز حرس الحدود القابع على أطراف حارته، يصل عند جندي يقف في باب المركز.
- ماذا تريد يا فتى؟
- أريد مقابلة الضابط "آرئيل"القائد المسؤول عن المركز.
- وماذا تريد منه؟
- أريد الحصول على تصريح للخروج من المدينة للعلاج!
- حسنا، انتظر هنا، ولا تتحرك..
- يتراجع الجندي وينظر "لعلي" ضاحكا..صحيح، كيف ستتحرك أيها المعوق؟ ويطلق ضحكة فاجرة ويذهب، أما "علي" فيتمتم بكلمات غير مسموعة.
- سيدي الضابط..
- ماذا هناك أيها الجندي؟
- هناك فتى عربي قعيد في الخارج يطلب رؤيتك للحصول على تصريح للخروج.
- فتى قعيد؟
- نعم سيدي!
- يتوجه للضباط الذي يجلسون معه، ما رأيكم بوقت مستقطع نضحك فيه قليلا؟
ينفجر الضباط من الضحك وقد فهموا مقصد "آرئيل".
- لا بأس.. دعه يدخل أيها الجندي.
- هيه، أيها العربي.. هيا ادخل!
يدخل "علي" وشريط من الذكريات يُعرض سريعا أما ناظريه، أمّه تحمل سجادة الصلاة، "فاطمة" تقف بالباب وبين يديها طبق "الهريسة"، صديقه "عماد" الذي استشهد بجانبه في ساحات الحرم، ومشاهد من مخيم جنين، حي الزيتون، خان يونس، جباليا، ولا ينسى.. مشهد مآذن الحرم.
- أخلا وشخلا، خبيبي، ماذا تريد أيها الفتى؟ لماذا تحتاج لتصريح الخروج؟ هل ستذهب إلى الجنة؟ أم أنك تريد السفر لتركيب أقدام جديدة لنطلق عليها النار مجددا؟ "ترتفع ضحكات الضباط".. هيا تكلم ماذا تريد؟ قل شيئا ولا تبق صامتا.
- نعم سأتكلم، ولن أصمت بعد اليوم.
- تكلم يا فتى بسرعة، ماذا تريد؟
- جئت لأقول لك بأن ربي على كل شي قدير.
(صوت انفجار ضخم يهز أرجاء المدينة)..
طرقات قوية على باب أم علي.
- مَن بالباب؟
- أنا فاطمة يا "مرت عمي"..
- خير إن شاء الله، ماذا هناك يا بنيتي، لماذا الفزع؟
- أين علي يا "مرت عمي"؟
- ذهب للحرم لحضور درس، لماذا تسألين؟
- ألم تسمعي صوت الانفجار؟ ألم تسمعي الأخبار؟
- سمعت صوت الانفجار، ولكني لم أسمع الأخبار، ماذا هناك؟ تكلمي بسرعة..
- يقولون إن 11 ضابطا صهيونيا من حرس الحدود قد قتلوا وأصيب آخرون عندما فجّر شاب قعيد نفسه في مركزهم عند أطراف الحارة.
صمت غريب يسيطر على الحاجة "مريم" أم علي، استرجعت خلالها صورة ابنها بمراحل عمره المختلفة، لحظة صرخته الأولى وهو يخرج لهذه الحياة مع أذان الفجر.. استرجعت تفاصيل كرسيه المتحرك، غرفته، مكتبته الصغيرة، سريره، كلماته وسكناته، عناقه الطويل لصديقه يحيى قبل أيام، وما هي إلا لحظات حتى تجمع أهالي الحارة عند أم علي.. يصيح أحد الجيران:
- مبارك استشهاده يا حاجة مريم، والله إنها عملية كبيرة وجريئة..
تهمّ "فاطمة" بالصراخ، بعد أن استوعبت ما حصل، لكن يدا امتدت إلى فمها لتحبس صوتها، وتنطلق زغرودة الحاجة "مريم" تجلجل في المكان، تتبعها زغاريد، وحلوى تتساقط على رؤس الأهالي من شباك أحد المنازل.
عزالدين أحمد
4\10\2004