شعر: هاشم صديق
(1)
المحطة
- يا كمساري
دي حافلة وين؟!
- دي ماشّه الشعبي
أركب واسرع
نفر.. ونقوم.
- يا ولد جنيت؟!
وكمان بتكورك
وبالحقلوم
وتقول الشعبي؟!
............
أنا ماشي...
ماشي...
الـ.......
الـ.....
- وين يا عم؟!
لو ماشي الحركة
برضو بنمشي
بنفس الشارع
- يا ولد
إنت مسلّط؟!
حركة وشعبي
وفي وشي؟!
دي خلطة وين؟!
أنا عندي قَلِب
ما توقف قلبي
- طيب يا عم
وين ماشي؟!!
أسرع قول
- أنا ماشي...
ماشي....
....... أخ خ خ خ خ
يا ربي لِوين
يا ود جاد الله؟!!
نسيت يا زول.
- طيب يا عم
خلينا ننادي
«يصيح»
تيجاني الماحي
تيجاااني الماااحي
باقي نفر
نفر ... وسفر
سفر.. و .. نفر
تيجااني الماااحي
يوماااتي
ليلاااتي
صبّاااحي
نفر.. وسفر
- لا يا ولدي
كورك وقول :
جوع .. وسَهَر
حُفَر .. ومطر
غَم .. وكَدَر
فَلَس في شهر
طشاش في نظر
عُمُر .. وهَدَر
- طيب يا عم
ما انت العاقل.
ورينا الناس
اللاقو الراحه
لقوها في وين؟
كفر.. ووتر؟!!
- لا لا
تبيع لي روحك
تخون لجروحك
وتَخَتَا الشر
تعوم في البر.
.........
تكون نُص
حاجه
وتصبح واحد.
تكون كضاب
ونجمك صاعد.
تكون سرّاق
لا ضمير
لا شاهد.
تكون ود مويه
أو حربويه
وزمنك واعد
- يا عم مالك؟!
مرات مجنون
مرات عاقل
مرات خايف
مرات راجل
حتجنني...
إنتَ منو؟
- أنا ود جاد الله
في كلِ محطه
في كلِ مظلّه.
.........
كورك يا وليد :
تيجاني الماحي
باقي نفر
تيجااني الماااحي
نفر.. وسفر
- تيجااني الماااحي
يوماااتي
صبّااحي
ليلااتي
نفر.. وسفر
جوع.. وسهر
حُفَر.. ومطر
طشاش في نظر
عُمُر و هَدَر.
(2)
الحيشان
يا ايدي
شيليني
خُتيني
في بيت الشعب
تلات حيشان
في نُص القلْب.
هُنا المسرح
هنا التلفاز
هنا الرادي
هنا أمدرمان
هنا السودان.
.........
اتحزمتَ
كتبتَ
نضمتَ
أنتجتَ.
عديل بالغتَ
ما قَصّرتَ.
نصحني الغاشي
والداني.
- منو القال ليكْ
ده بيت الشْعب
في نص القلب؟!
ده بيت السُلطه
يا أُسطى.
كلو بديع
هنا بينزاح
بإيد ضبّاح
كلو بديع
مصيرو صريع
ويكون فاني.
.........
اتفلسفتَ
خطبتَ
اتْقَعّرتَ.
ما خليت
حَرِف عربي
ما خليت
مثل غالي.
رفعت الصوت
كبير عالي
لما الصوت
عديل بّح ّ
واتحذلقت بالفصحى
- بيانٌ هام
يا أهل الفن.
دعوني أضع
(طوبة)
على صرِح
البناءِ العام.
فهذا الشعبُ
مجبولٌ على الأفعال
لا الأحلام.
هذا الصرحُ
صرحُ الشعب
لا السلطة
هنا الفنانُ
مِلْكُ الناس
فهو الحادي
و «الأُسطى».
تعالوا
يا بني وطني
وبالإبداع
لا الأحلام
نؤكد أن.......
.........
فجأة سمعت
صوت فرقع
تحت كِرْعَيا
زي ألغام.
ونص الراس
وقع شاكوش
دفن بُرشام.
عُصار وقيامه
قول لا حولّ
يا ود جاد الله
ما في كلام.
.............
قلت دراما
شان الشعب
سمعت هتاف
مكرّب تب
- لا للكفَرَه
لا للفَجَره
بل اسلام.
.......
- لا بالعالي
وبالقسم الغالي
لود جاد الله
بل دين الله
.....
- ما في دراما
إلا «عُقَال»
وجبال وجُمال
وسيوف ودفوف
وخيل ولجام.
...........
- يا ود جاد الله
أطلع بره
وشيل الطوبه.
ما دايرين
لو جبتَ الطوب
كُلَ الطوب
في «كماين سوبا»
...........
- نحنا ولاد
الصرح الخاص
لو حتى قعدنا
تحت راكوبه
ما دايرين
للصرح العام.
............
- يا ود جاد الله
إنت شيوعي
وبعثي عراقي
ومرات سوري
وامبريالي
وضد «الصحوه»
والإسلام.
..........
- ما دايرين
في دراما خلاعه
امرأة سافره
في بيت زوجيه
أو صُبحيه
أو حتى مسافره
ولابسه بلوزه
بدون أكمام.
.........
- ممنوع أفلام
لنعامه بتجري
وريشها قصيِّر
عاريات كرعينها
طويله و «سيكسي»«1»
ده تبذل عام.
.........
- يا ود جاد الله
اطلع بره
إن شاء الله تهاجر
تمشي لكندا
أو تمشي تموت
في لغم في الشام
.........
- يا ود جاد الله
أمرُق بره
ما دايرين إلحاد
وحرام .
..........
...........
طلعتَ
مرقتَ.
تاني خطبتَ؟!!!!!
إتفلسفتَ؟!!!
إتفاصحتَ؟!!!!
لقيت نفسي
ألوم روحي
ليل وصباح
- يا ود جاد الله
بدل ما قلت
بي هوبه
تضع طوبه
على صرح
البناء العام
وبالافعال
وما الأحلام
أيا مسكين
يقع شاكوش
في نص الراس
دفن برشام؟!
..............
يا ود جاد الله
تطلع بره
صالح عام
مليون عام؟!!!!
(3)
ثروة
حُزنك قصرك
مالك وجَعَك
عربيتك جزمه
مُلْكك ذِمه.
تاجك عِمه
رفيقك ناي.
.......
تموت بي نارك
وتَدِّي الناس
من ثمر أوتارك
هواك مجاني
«عَدّادك» ساي
(4)
المانشيت
بورولوج
(الغضب الساطع على هاشم صديق فرض عين على كل سوداني)2
تُف من خشمك
الحنضل.
..............
هداكْ برقاً
شَرَق أجمل.
لا في جريده
لا سِيره
لا رادي
لا وادي
ولا غزلوهو
في معمل.
داك برقاً
طلع من سالبك
الموجِب
ومن ضحكة بُكاكْ
تَبْتَب.
وفي صنّة
سكون غُبنك
وقف تاتا
وعديل كركب.
ومن جبل الحُزُن
حجّاك
وساق دمعك
بحر ساساق
دفر بي عِشْقو
للمركب.
وكان الدنيا
كلْ ما تْضيق
تلاقي صديق
تلاقي طريق
صَعَب
أسهل.
تُف من خشمك
الحنضل.
هداكْ برقاً
بلج أجمل.
.............
لو ما كنت
سوداني
ولو ما جرحك
الصابر
سرح حدّادي
مدّادي
من شرقك
ولي غربك.
ومن عقلك
ولي قلبك
شنو الخَلّى
الوطن بي حالو
مليون ميل
تشيلو عديل
ويتمهَّل
في ضيق صدرك؟!!
لو ما كنت
من وجعك
شِرِب حرفك
وما قبّل
على الأسهل
شنو الخَلّى
العيون تحمل
عذاب الرؤيا
للأجمل.
ولو ما كنت
ناى سوّاي
وما حدّاث
وسر ضحّاك
وما بكّاي
شنو النحتك
من الأهوال
في أحسن حال
بقيت سوداني
بالإزميل
وبالتبريح
وبالتجريح
وبالتنكيل
وما باللفّه
والأسهل؟!!
شنو الخلاّكا
يا حفيان
من أمدرمان؟!
شنو البَقّاكا
يا هلكان
من السودان؟!
شنو السوّاكا
نار وعصار
ودار وعمار
وإنت وحيد
كمان أعزل؟!!
تُف من خشمك
الحنضل
داك برقاً
شلع أجمل
رغم «الظاهره»
والخافية.
رغم العُصبه
والمافيا
رغم الشفتو
والجاكا
وناس «دلاكه»
كنداكه.
ناس «ودّوك»
وجبناكا.
ناس الزانه
والزازاي.
ناس «البِزّه»
والتاتاي.
ناس «المزّه»
سِيرة الناس
في ضُل البُن
وبوخ الشاي.
ناس «العَصْره»
سر «الشفره»
ناس «البيع»
وستين وش
- عشان الخَش -
ومليون راي.
.............
إلا حُجاكا
ما بكمل.
تجي الكنداكا
تمشي وراكا
تلقى الساتر
الناصر
طويل أمهل
وما أهمل.
تعاين
والعُصار حاسر
يلوِّح ليكا
يوم باكر.
تتُف من خشمك
الحنضل.
تشوف برقاً
سطع أجمل.
...........
لو ما كنت
سوداني
ولو ما جرحك
الصابر
سرح حدّادي
مدّادي
شنو الخَلّى
الوطن بي حالو
مليون ميل
تشيلو عديل
ويتمهّل
في ضيق صدرك.
..........
تُف من خشمك
الحنضل