غبنا كثير من حاجات عاجباني ... وجبنا أكتر حاجة عاجباني .. قيس ثقافتك واقرا
مرِيَّة
للشاعر الفذ / صلاح أحمد إبراهيم
ألحان/ ناجي القدسي
غناء المطرب/ حمد الريح
يا مرية
ليت لي إزميل فدياس وروحاً عبقرية
وأمامي تل مرمر
لنحت الفتنة الهوجاء في نفس مقاييسك
تمثالاً مكبر
وجعلت الشعر كالشلال بعض يلزم الكتف
وبعض يتبعثر
وعلى الأهداب ليلاً يتعثر
وعلى الأجفان لغزاً لا يفسر
وعلى الخدين نوراً يتكسر
وعلى الأسنان سكر
وفماً (كالأسد الجوعان) زمجر
يرسل الهمس به لحناً معطر
وينادي، شفة عطشى وأخرى تتحسر
وعلى الصدر نوافير جحيم تتفجر
وحزاماً كلما قلت قصير هو،
كان الخصر أصغر
يا مرية،
ليت لي إزميل فدياس وروحاً عبقرية
كنت أبدعتك ..... بيديا
يا مرية
ليتني في قمة الأولمب جالس
وحوالي العرائس
وأنا في ذروة الإلهام بين الملهمات
فإذا ما سرت النشوة فيّ
أتداعى وأنادي يا بنات
نقروا الغيثار في رفق وهاتوا الأغنيات
لمرية
يا مرية
ما لعشرينين باتت في سعير تتقلب
ترتدي ثوب عزوف وهي في الخفية ترغب
وبصدرينا بروميثيوس في الصخرة مشدوداً يعذب
فيجسم ألف نار، ويجسم ألف عقرب
أنت يا هيلين
يا من عبرت تلقاءها بحر عروقي ألف مركب
يا عيوناً كالينابيع صفاء ونداوه
وشفاهاً كالعناقيد امتلاء وحلاوه
وخدوداً مثل أحلامي ضياء وجمالا
وقواماً يتحدى كبرياء واختيالا
ودماً ضجت به كل الشرايين اشتهاء يا صبيه
تصطلي منه صباحاً ومساء غجريه
يا مريه أنا من أفريقيه،
صحرائها الكبرى وخط الاستواء
شحنتني بالحرارات الشموس
وشوتني كالقرابين على نار المجوس
لفحتني فأنا منها كعود الأبنوس
وأنا منجم كبريت سريع الاشتعال
يتلظى كلما اشتم على بعد، تعال،
يا مريه
أنا من أفريقيا جوعان كالطفل الصغير
وأنا أهفو إلى تفاحة حمراء
من يلمسها يصبح مذنب
فهلمي ودعيها
وانبئيها،
إنها لم تحترم رغبة نفس بشرية
أي فردوس بغير الحب كالصحراء مجدب
يا مريه،
وغداً تنفخ في أشرعتي أنفاس فرقه
وأنا ازداد نأياً،
مثل يوليوس،
وفي الأعماق حرقه
ربما لا نلتقي من بعد هذا يا مريه
فتعالي وقعي اسمك بالنار هنا في شفتيّه
ووداعاً يا مرِيَّه!